تعرف على دور طه حسين عميد الأدب العربي في التعليم |
الكاتبه: انجى ابراهيم
طه حسين من ابرز المفكرين التربويين في مصر
ولد طه حسين عام 1889 ، وعاش طفولته في
تجمع سكاني صغير بمحافظة المنيا ، وكان الفقر والجهل والمرض والقهر متفشيا ، فدفع
ثمنا لذلك بصرة ، والتحق بكتاب القرية لحفظ القران الكريم ، ومن خلال استماعه إلى
ما يذكره المتعلمين من خرجين الأزهر في قريته تولدت لدية رغبة عارمة في الذهاب إلى
القاهرة والالتحاق بالأزهر ، وانتقل إلى القاهرة مع اخية الأكبر ليتلقى العلم في الأزهر
عام 1902 إلى عام 1912 ، وفى أثناء هذه الفترة تزايدت الحركة الوطنية وخاصة بعد
حادثة دنشواي 1906 ، وقيام مصطفى كامل بحث الجهود الوطنية والعالمية ، وأيضا إنشاء
الجامعة الأهلية وبداية الدراسة بها عام 1908 ، وبدأ طه حسين يضيف بالمناهج
التقليدية في الأزهر . فالتحق بالجامعة وتلقى بها دروسا عن الحضارة الإسلامية
والحضارة المصرية القديمة ،والأدب العربي والفلسفة الإسلامية ، وتاريخ الشرق القديم
وتقدم في مايو 1914 لامتحان العالمية وكان يشمل مناقشته في موضوعين هما علم
الجغرافيا عند العرب ، والمقارنة بين الروح الديني للخوارج في أشعارهم وفى كتب
المتكلمين ، كذلك قدم رسالة أبى العلاء المعرى .
وقد نجح طه حسين نجاحا مبهرا مما أدى إلى
إيفاده من قبل الجامعة إلى فرنسا في بعثة دراسة للحصول على الدكتوراه من جامعة السوريون
والتي استطاع أن يحصل عليها عام 1918 برسالته عن فلسفة ابن خلدون ، وفى أثناء هذه
البعثة درس علوم مثل علم النفس وعلم الاجتماع والأدب الفرنسي والتاريخ الحديث والتاريخ
اليوناني والروماني ومن ثم تعلم هاتين
اللغتين ، وحصل أيضا عام 1919 على دبلوم الدراسات العليا في تاريخ القانون المدني
.
ويظهر من خلال المراحل التعليمية التي مر
بها امتزاج عدد من الثقافات معا من مصرية وعربية وإسلامية وفرنسية ويونانية
ولاتينية وسامية . وعاد ليحمل أمال لتطوير التعليم بمصر .
عمل طه حسين بعد رجوعه من فرنسا أستاذا
للتاريخ اليوناني والروماني ، ثم أستاذا للأدب العربي فعميدا لكلية الأدب عام 1928
، إلى أن اصدر طه حسين كتابة " في الشعر الجاهلي " والانتقادات العنيفة
من رجال الأزهر والدين والتي لاقت صدى السلطة السياسية في ذلك الوقت فابعد عن
التدريس في الجامعة ، واصدر قرار بنقلة إلى ديوان الوزارة ، إلى أن عين في عام
1942 مستشارا فنيا لوزارة المعارف ، وفى الوقت نفسه مدير لجامعة الإسكندرية ، ثم
وزير للمعارف من 12 يناير 1950 – 27 يناير 1952 .
اهتم طه حسين بجعل التعليم متاحا للجميع مجانا
يستطيع كل فرد أن يبلغه ، وقد حدد طه حسين أن الهوية المصرية لها أكثر من رافد أولها الحضارة المصرية القديمة وثانيها هي الحضارة
اليونانية وثالث رافد يتمثل في الإسلام واللغة العربية ، لذا فلابد للتعليم
والتربية أن تراعى هذه الروافد للهوية المصرية . حيث تمثلت اهدافة للتربية "
بتعميم التعليم الأولى واخذ الناس جميعا بة طوعا أو كرها " ولا يقتصر ذلك على
التعليم الأولى بل يطالب بالتوسع في التعليم العام بما فيه التعليم الثانوي وأيضا
التعليم العالي . ويهدف من هنا إلى إتاحة التعليم لكل إنسان ومن ثم تحقيق العدالة
الاجتماعية ، ففي مرحلة التعليم الأولى حدد أربعة أهداف له وهى تحقيق الوحدة
الوطنية ، وتحقيق وحدة التراث الوطني ، والإعداد للعمل ، وتكوين الصبي الصالح
للنمو القادر أن يكون شابا نافعا لنفسه وأمته.
وقد أدرك طه حسين خطورة تنوع التعليم الأولى
بين حكومي واجتبى وخاص وديني على الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي ، لذا فقد نادي
بضرورة توحيد جميع أنواع التعليم الابتدائي.
أما التعليم الثانوي فقد حدد له ثلاثة أهداف
وهى : إعداد الشباب للحياة الصالحة الكريمة المنتجة ، إعداد الطالب للالتحاق
بالتعليم العالي والجامعي ، تحقيق الوحدة الوطنية .
وكانت أهداف التعليم العالي تتمثل في التأهيل
لشغل المناصب العامة الممتازة ، تهذيب العقل بحيث يصير المرء مثقفا ممتازا .
وقد طالب طه حسين في الثلاثينيات من
القرن الماضي بمجانية التعليم في البداية كان للتعليم الأولى أن تحقق ، فاستطاع
وهو وزير للمعارف أن يقرر مجانية التعليم الثانوي للجميع ، ثم ينادى بعد ذلك
بإباحة التعليم للناس كما يباح لهم ضوء الشمس وكما يباح لهم تنفس الهواء وكما يباح
لهم ماء النيل .
كذلك في عهد طه حسين في وزارة المعارف
صدر القانون 143 لسنة 1951 بالتنظيم الشامل لمرحلة التعليم الابتدائي ونص على
إلغاء التعليم الأولى ، وتوحيد التعليم بالمرحلة الأولى بالمدارس الابتدائية ، يبدأ
من سن السادسة ، وأيضا قرر البرلمان أن يكون التعليم إجباريا من سن السادسة إلى
الثانية عشر ، كذلك أنشأت هيئة تابعة للوزارة تهتم بمكافحة الأمية بين الرجال
والنساء في الريف والحضر.
إقرأ أيضا:
شكرا لك.. سيتم الرد في أقرب وقت ممكن